مقال قصير :شعوب في قالب الهبوب
سئلت نفسي في يوم من الايام ما هو الهبوب فوجدتها كلمة عربية معروفة ومفهومه عند أكثر الذين ينطقون اللغة العربية وخاصة لمن هم يسكنون في البادية أو المناطق الصحراوية أو الساحلية ومعناها الريح الذي يختلط ببعض حبات الرمال وغالباً ما يهب هذا الريح في الأماكن الصحراوية أو الأماكن الساحلية باختلاط الرياح مع حبات الرمل ويتكون على شكل غبار معتم ربما بعض الاحيان يحجب الرؤية ,لكن هذا المصطلح في كلمة هبوب تم إضافته في قاموس اللغة الانجليزي كمصطلح أو ككلمة انجليزية تخبر عن حالة الطقس وقدّ تم تعميمه في قاموس اللغة الانجليزية وهذا ليس أول شيء يأخذه الغرب منا , فقد أتضح أن اللغة الانجليزية لم تتعرف على كلمة دالة في قواميسهم توضح لهم ما هو الهبوب لذلك عمموا كلمة هبوب في لغتهم , إن ما نراه اليوم من حروب عقدية وطائفية بين جماعات متناحرة من أجل السلطة وأطماع من دول على دول أخرى خلقت حمامات من الدماء ومأسي إنسانية تذهب العقول وتفسدها لمجرد النظر إلى تلك الجرائم المرتكبة أو حتى التفكير فيها فقد خلفت احقاد لا تندمل, وعلى الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والدولي والمحلي كانت التغيرات وآين كانت تلك التغيرات مريحه للبعض أو مزعجة للبعض كانت مصيبة أو فاجعة مقبولة أو غير مقبولة كارثية أو غير كارثية لدى كافة مدارك شرائح المجتمع, هو الهبوب بشحمة ولحمة , فالمفاهيم أصبحت محدودة والإدراك اصبح مفقود في ظل المستجدات والتغيرات الجيدة والغير جيدة ورغم كل ذلك ومن كثرت المشاكل والحروب والدمار الاقتصادي واحتمال جفاف أبار البترول وأبار المياه وشح في المواد الغذائية والاستهلاكية وفقر الشعوب , وهزيمة الفريق الفلاني وانتصار الفريق الفلاني وبزوغ نجم قادم في عرب أيدل ,لا زال الحال مستمر أناس يموتون واناس يقّدمون على الحياة لكن ما هو حقيقي وبعيداً عن الهبوب ومشتقاته, يوجد هناك صناع القرار وهناك صناع الكلام , فكما هو معروف ومتداول كلنا نعلم من هم صناع القرار ودائماً ما تكون قراراتهم صائبة ومنصفة ومنصبه للصالح العام حتى وإن لم ترضي تلك القرارات الجميع, فرضى الناس غاية لا تدرك ولكن بالنصح والحسنى جميع الامور تتدارك دون إخلال في الامن الذي هو مطلب الشعوب وغاياته ,ولكن صناع الكلام بكل حق هم من وضعوا الشعوب في قالب الهبوب وذلك بالتشكيك في صناع القرار والضحك على ذقوننا بالقيل والقال ونشر الأكاذيب والفتن عبر قنواتهم المرئية والمسموعة وهم الشر الاكبر فأحذروا ايه الشعوب ألا تقعوا في الهبوب فتحل العتمة في سلوكياتنا ومفاهيمنا وعقولنا ونصبح ادوات والعاب في أيادي صناع الكلام فمصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار وأصغر دليل على ذلك استهلاك جيوبنا من خلال رسائل الجوال حتى في تفسير الاحلام
الكاتب والشاعر ناجي الزهراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.