مقال (احذروا
المومياء والخفافيش)
التفاوت هو الاختلاف آين كان ذلك الاختلاف وهو يحدد القيمة الحقيقية بين عقول وإدراك البشر والتمييز بين الخير والشر
عن طريق نظرية النسبة والتناسب في المعطيات بكافة شموليتها من تناسب اجتماعي
واقتصادي مقسمة بين شرائح وافراد المجتمع، وفوح الحديث اليوم هو اختلاف أو تفاوت
العقول في المجتمعات بكافة ميولها الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو حتى
الرياضية وإلى آخره من ميول اجتماعي, وذلك
في كيفية إنشاء الفكرة أو اقتباسها وبلورتها في قالب يحكي ويحاكي حال المتصرف في
إنشاء تلك الفكرة ومن ثم تطويرها إلى أفكار ينشرها ويشارك فيها اراء الآخرين وهذا
شيء طبيعي وجيد إذا كانت تلك الأفكار تصب في الصالح الاجتماعي الذي لا يدعوا
للفرقة وانشقاق الصفوف ,إلا إن أكثر تلك الأفكار التي نشاهدها ونراها اليوم
ونسمعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دائما ما تصب في باب النقد الهادم وهنا
دائماً ما يؤول إليه الناقد المفسد في تقديم مادة مئدلجة معدةً مسبقه من جهات
حاقده ومعظمها من جهات اجنبية يرمى بها في
ميادين النقد حتى تصبح زماناً ومكاناً
للهرج والمرج وذلك بالتفرد في معالجة النقد بالنقد فنصبح جميعاً في دوامة تحت
طائلة أو مظلة إن لم تكن معي فأنت علي ,فكما نرى أن أكثر الناقدين أو المصلحين
الفاسدين كما حددوا هوياتهم المتخفية من خلف الكواليس هم مجموعات وهميه أخذت على
عاتقها التفرد بالطرح النقدي أو النظام الإصلاحي من خلال القضايا الاجتماعية وذلك
بالنشر عبر برامج التواصل الاجتماعي ومن تلك الكهوف المظلمة تتناقل الناس طرحهم
المتهالك بالترويج له حتى تظهر تلك المومياء من قبورها وتلك الخفافيش من انفاقها
المظلمة تحت مسمى ناقد أو مصلح على حد أقوالهم وهذه الفيئة هي فيئة داعية إلى إفساد
المجتمعات والإسفاف فيه وذلك بخلط السم بالعسل من خلال نشرهم الخبيث ناهيك عن
مسمياتهم ومعرفاتهم الوهمية التي لا تقل سخافة عن نوعية الطرح المقدم منهم وذلك عن طريق النصح والإرشاد فتجدهم مخالفين
وناقدين للقوانين وكأن الحل والنقض بين أيديهم في تقمص دور الانقياء والاتقياء
وكأن المجتمع لا يوجد فيه من العقلاء ومن
الصالحين والطيبين. فدورهم دور تجريم للمجتمعات وبلورتها وجعلها في قالب الفساد
ودوامة الغضب حتى يصلون إلى أهدافهم المظللة لعقول البشر فتقوى شوكتهم من خلال
إنشاء مجتمعات مخالفة للقوانين والانظمة وعدم الرضى عنها ومن ثم ترتفع الأصوات
وتتعالى الصحيات بين شاذب ومستنكر من الجهلاء الذين تنطلي عليهم مثل تلك الأفكار المستهلكة
فيطبلون لها ليل نهار ويقومون بنشرها وهلم مجرة في نوعية الاختيار المقنن من قبلهم
في معالجة قضايا المجتمع. فنجد منهم من ينتقد هيئة الترفيه وقيادة المرأة لسيارة
وحضورها إلى ملاعب كرة القدم في المملكة العربية السعودية ويضخم الامر وكأن الناس
يسحبون على وجوههم لحضور مثل تلك المهرجانات الترفيهية وهو يعلم أن الامر اختياري
للحضور أو عدم الحضور من قبل الجمهور، والمبكي المضحك إن ذلك الناقد الخارجي نسي
أو تناسى أن بلاده تعج بالخمارات والبارات ودور القمار فمن الأولى أن يصب اهتمامه
حول تلك النوعيات والاخذ بالأفكار منها في نشر مصداقية الحدث المتناقل للخبر فالواجب
عليه أن يحلل ويحرم ما يحدث في عقر داره اولاً في استنكار الفساد على حد قوله .ثانياً
على الناقدين والمصلحين الوطنيين الذين اجدهم طالتهم السذاجة وذلك بالتصديق بالأخذ
بتلك الأفكار المستوردة من تلك المومياء والخفافيش الخارجية التي همها اثارة
الفرقة وإنشاء الخلاف بين بناء الوطن أن ينظرون إلى العالم من حولهم وما يحدث فيه من تداعيات اقتصادية واجتماعية ومن فتن وحروب وذلك بتفتيح النظر جيداً والاخذ
بعين العقل وتحكيمه قبل إطلاق عبارات الاستنكار والاستهجان في قالب النقد والإصلاح
ونشرها عبر برامج التواصل الاجتماعي فمعظم تلك المنشورات لا تسني ولا تغني من جوع
فالجميع يعلم أن المجتمع السعودي لن يعيش في عزلة في ظل التطورات العالمية ويجب أن
يعلم الجميع ان المواطن السعودي يعيش بحمد الله ومنته دور اللحمة الوطنية حكومة
وشعب وذلك بتوفيق الله ومن ثم سياستنا الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشرفين ملك
الحزم والعزم الملك سلمان حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الفارس الهمام الأمير
محمد بن سلمان حفظه الله ولن تفرقنا مثل
تلك الترهات والسخافات مهما حاولوا المغرضين والداعيين لتفرقة الصفوف من مومياء
الخارج ومن خفافيش الداخل ..اللهم انعم علينا بالأمن والأمان اللهم وانصر جنودنا
البواسل فوق كل ارض وتحت كل سماء اللهم اعدهم سالمين غانمين لأرض الوطن اللهم سدد
رميهم وانصرهم نصراً مؤزرا يا رب العالمين ... اللهم آمين
بقلم/
ناجي الزهراني