الأحد، 5 فبراير 2017

مقال: يا ليت اللي كان ما صار ولا حصل

مقال: يا ليت اللي كان ما صار ولا حصل
وسائل التكنلوجيا قربت البعيد حتى اصبح الكم المعلوماتي يفوق الخيال والادراك العقلي للمفهوم السائد الذي نعيشه أو نتعايش معه في زمننا الحاضر, فالتطبيقات والبرامج اصبحت في متناول اليد وبضغطة  زر واحده يمكنك ان تطلع على ما تشاء وكيف ما تشاء  ,لكن موضوعي ليس في التكنلوجيا وثورتها العارمة للمجتمعات , فالموضوع عن المال الفلوس, القروش, الدراهم , الدنانير, الدولارات , الريالات, التي اصبح الحصول عليها عسيراً ومقلق عند الكثير من الناس في زمننا الحاضر بل اصبحت هاجس الكثير والهم الوحيد لهم في كيفية الحصول على المال حتى وإن كانت الطرق متفرقة ومليئة بالأشواك ومنها واليها النصب والاحتيال , فالفرد منا يريد أن يصبح مليار دير في يوم وليلة كيف لا وناس من حوله يبلسون أجمل الملبوسات كيف لا والناس من حوله يشترون اجمل السيارات كيف لا والناس من حوله يسكنون اجمل البيوت ويسافرون اجمل الأماكن فالدراهم مراهم وفوق كل ذلك يقومون بقهرك بإنزال صورهم الخاصة عن مغامراتهم ورحلاتهم ومأكلهم وملبسهم في برامج التواصل الاجتماعي , مما يؤرث فيك الانطباع لماذا لا اصبح مثلهم, فقد تعب الناس متوسطين الحال والفقراء من المثالية وضرب الامثال التي تقول القناعة كنز لا يفنى ,وارضى بالقليل يأتيك الكثير, لكن المصيبة العظماء والطامة الكبرى ليست عن البحث عن المال فهذا طموح الجميع وانا أولهم ,فالله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابة هُوَ الَّذِي (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) لذلك ظهرت من خلال التكنلوجيا التي سبق الحديث عنها في أول مقالي انواع وانواع من النصب والاحتيال بما يسمى المساهمات وما ادراك ما المساهمات ومن توظيف الاموال ومن شراء وبيع عقار بين السماء والارض وتفهمون ما اقصد في نظام المروجين للمنتجعات الصيفية لقضاء اجمل العطلات  وكذلك ابطال المنتديات الربحية في منتديات الاسهم والتداول وما ادارك ما التداول ويا قلب لا تحزن ,وكل هذه الاعمال قانونية مئة في المئة  في نظر القانون فنوعية الدعاية كبيرة الحجم على عقول البشر كيف لا وكل يوم يطلع مروجين الدعايات الكاذبة ومنهم  ذلك الرجل الاسمر الذي ازعجنا بدعايته في كل المواقع يقول انه كسب الكثير من المال عبر تلك القنوات ومن تلك الشركات الربحية ,وذلك على انهُ كان يعمل وترك العمل من اجل الالتحاق بتلك الشركات التي قدمت له المكاسب على طبق من ذهب والعجيب في الامر ان الناس مصدقين لمثل هذه الدعاية السخيفة المملة وهم لاهثين ورائها للبحث عن المكاسب السريعة مثلهم مثل صديقنا الاسمر الذي يظهر في اكثر المواقع والمنتديات والتطبيقات من خلف ذلك المكتب الوثير والكمبيوتر لمتابعة البورصة العالمية ,فكل ما عليك عزيزي الباحث عن المكاسب السريعة لتصبح من الاغنياء ان تتقدم على بعض البنوك التي ترحب بك بصدر رحب وتقول لك تعال فنحنُ من يقدم لك التسهيلات التي لن تحلم بها في يوم من الايام  والتي ومن خلالها سوف تحقق الثراء والانطلاق وراء هذه الشركات التي يمثلها صديقنا الاسمر وبعض الفتيات الجميلات وسوف نوفر لك المكسب السريع والسهل وانت في بيتك دون عناء أو مشقة , وبعد ذلك إن خسرت فنحنُ اول الشامتين في مصيبتك وسوف ندعوك للمحاكمة القانونية واولهم البنك الذي قام بعطاءك القرض ,ولن ينفعك ساعتها إلا اللجوء إلى الله على ان يهون عليك مصابك في ما خسرت , لا تجعل من احلام اليقظة حقيقة مطلقة وذلك من خلال استهدافك من خلال تلك القنوات المشبوهة فالأرزاق من الله وإلى الله, إذا كنت تملك الايمان بالله ورسوله الكريم , فالسعي وراء الارزاق مطلب للعيش والطموح ليس بعيب بل هو اجتهاد من خلال طلب الرزق الحلال الذي يجب ان تكون انت وانا على يقين إن الله سوف يباركه وينميه لنا ولك إذا كانت النوايا مع الله صادقة ولكن لا تجعل نفسك عرضة لأصحاب النصب والاحتيال واذا وقعت فلا تأكل نفسك هم وغبن وتقول يا ليت اللي كان ما صار ولا حصل ..

الكاتب والشاعر : ناجي الزهراني

في تاريخ: 9/5/1438 هجري 

خاطرة. الكثبان

خاطرة. الكثبان ما زالت تحدثني بصمت... وانا خير مستمع لها... ما زالت تكتب لي ببذخ وانا كل عناوين بذخها المخملي الساحر... ما زالت تكرهني ع...